• قالب جميل ومناسب للمدونات الشخصية ، يحتوي على العديد من الميزات والسمات الانيقة
  • نسخة مطورة من قالب مدونة رشيد ، قالب مناسب للمدونات الشخصية ويوجد به عدة اضافات
  •  تعرف على افضل عشرة مدونات على مستوى العالم ، للتبين اين انت من هؤلاء
  •  تعرف على قائمة اكثر 30 مدونة عالمية تحقق الربح من التدوين ، وتعرف على السر الحقيقي وراء تحقيقهم لهذه الاموال من المدونات
  • اجعل صندوق التعليق في مدونتك اكثر احترافية ، واضف عليه الوان جميلة لتبهر زوار مدونتك بأناقته

لحظات فوق منطقية ...



دبوس

اعتاد أبو العبد على المخالفات المرورية، إما للسرعة وإما للتحميل الزائد أو لإجراءات السلامة، لكن هذه المرة كانت مختلفة تماماً، حين أوقفه ذلك الشرطي الروسي الطويل وسأله بعبريته الثقيلة:"ييش لخا سيكا؟"، وتعني بالعربية:"معك دبوس؟" استغرب أبو العبد من السؤال وأجاب الإجابة المنطقية:"لا"، فما كان من الشرطي إلا أن يحرر بحقه مخالفة مرورية، شارحاً السبب بأنه:"إذا تكلّست بخاخات المياه الخاصة بالمسّاحات، بشو بدك تفتحهن؟!"


باسوورد

لم يخطر ببالي أبدا أن أتساءل عن العلاقة بين المسنجر والشبشب!! ولم يخطر ببالي أيضا أن أجد من يجيبني.
صديقي "أبو وديع" ـ كما نسميه ـ كشف لي عن سر تلك العلاقة، فذات مساء ربيعي دافئ، قررت أن تكون سهرتي في غرفته الصغيرة المطلة على الشارع، وكالعادة، دخلت لأجده نائماً في قيلولته المسائية، تاركاً حاسوبه الشخصي قيد التشغيل وموسيقى جورج وسوف تصدح في المكان، وطبعاً "المسنجر مفتوح وإشارات التنبيه طالعه نازلة!"
استيقظ على صوتي ونهض، نظر إلى اليمين... إلى اليسار... وقال غاضباً:"وين الشبشب؟! يعني لازم أعملّو باسوورد عشان ما حدا يلبسو!"





ليث عرار
كفرثلث
16/5/2009م

501 درجة !


501 درجة !!

لم يكن شباط هذا كما كان سابقاً، فقد كان شباط الـ 501 درجة !!

بدأت قصتي عندما قررت السكن في ذلك الحي المدعو بـ"شارع تل"، ذاك الحي البارد الماطر الذي ينتصب بين الغيوم، بل وربما فوقها.

في أول أيامي لم يكن استيقاظي كما كان معتاداً، بل كان أجمل وأكثر شاعرية على صوت "أبو أشرف التلاوي"، العجوز ذو القبعة الصوفية السوداء المزركشة والشارب الأبيض العريض ممتطيا حماره "القبرصي" المثقل بجرار الحليب واللبن ومتجولاً يطلب رزقه، أما الجزء الأفضل فقد كان قهوتي الصباحية "الثقيلة" المعتادة التي أحببت شربها من على شرفة الشقة المطلة على الـ501 درجة المودية إلى الحرم الجامعي القديم.

قصتي مع الـ501 درجة صعوداً عصراً ونزولاً صباحاً لم تكن مجرد حدث عابر، أو روتين يومي تكسره مقالة فضفاضة، بل كانت أكثر من مجرد عشر دقائق من الصعود أو الهبوط، فكل درجة تروي في ثناياها قصة وواقعاً يوميا متسلسلاً، ابتداءاً بشرفة "أم محمد" وجاراتها وأحاديث الصباح برفقة القهوة ورائحتها الفواحة، ومروراً بأطفال الروضة وطلاب المدارس والجامعيين، و"أبو خالد النابلسي" مناديا من شباك سيارته :" يللا يا رجاء اتاخرنا"، وأصحاب السيارات الصفراء المستنفرة، وانتهاءاً بآخر درجة، وهنا تكون قد وطأت المحطة الأخيرة، لتجد نفسك على مشارف الحرم الجامعي القديم، مستقبلاً نهارا جامعياً جديداً لن يخل من عبارة "طالب يا استاز؟ بطاقة لو سمحت" ولن يخلو أيضاً من زيارة لدكان "عزيز الفوريكي" المحاذي للحرم.

وهنا، تكتشف أن نهارك جميل، ولكنه سيكون أجمل لولا تلك الـ501 درجة!!

ليث عرار
نابلس
11 شباط 2009





* مقالة نشرت في العدد السابع والعشرين من آذار 2009م في مجلة فلسطين الشباب وحصلت على المركز الثاني في التصويت وفازت بجائزة 250 $.

في العالم الاخر ...



كان انتقالي من الحياة الجامعية إلى حياة العمال ـ كمرحلة مؤقتة ـ ليس بالأمر السهل كما ظننت ـ وبالرغم من خبرتي السابقة ـ ، إذ انه كان تغييراً جذريا في كل شيء، العادات اليومية والساعة البيولوجية والطعام والشراب والنظام ـ إن وجد ـ وحتى اللهجة واللغة أحيانا.

فهناك، المئات من الشباب الفلسطيني أو كما قال احدهم "الضفاوية" الساعي لكسب العيش في ظل كل تلك المصاعب، هناك حيث تعمل وتكد طوال نهار كامل ليقال لك أخره:" زي لو توف*"!، هناك حيث التحدي والصبر والجلد والإصرار على الحياة.

هناك... حيث يستقر الغبار في كل ناحية من جسدك، ويمتزج فراشك برائحة العرق والسردين والتونا، هناك حيث لن تحصل على دوش ساخن لأسبوعين أو ثلاثة بل وربما لشهرين أو ثلاثة، وهناك ستشتاق لخبز الطابون وكأنك لست في وطنك!

هناك... حيث تصبح الحاجة أم الاختراع، لتجد نفسك مبدعاً في صناعة أدوات المعيشة من ابسط المواد، هناك حيث مسكنك ومنامك وسجنك وعملك وعالمك الخفي، هناك حيث يلتم الشمل الفلسطيني، فتجد الخليلي والغزاوي والنابلسي والطوباسي والقلقيلي والجينيني والكرمي والمقدسي والفحماوي والسبعاوي والنصراوي.

هناك... حيث لا تستطيع الخروج إلى الشارع، المشي والتبضع، هناك حيث يصبح الحصول على بطيخة مكسباً عظيماً ليترافق أكلها بطقوس وترانيم أشبه ما تكون بالهندية وما في ذلك من الغناء والأهازيج والدوران حول البطيخة!!

هناك... حيث التناقضات والمفارقات، هناك تجد المحامي والمهندس والأستاذ عاملاً، هناك حيث يصبح السبت متنفساً وحيدا لتبادل الزيارات العمالية، وشرب الشاي والقهوة، وفلترة التبغ "العربي" وغسل الملابس بالماء البارد والصابون ـ بل وربما بسائل الجلي ـ، وكتابة المقالات والاستماع لإذاعة فلسطينية وتحضير وجبة اندومي سريعة والاستماع لترانيم السبت اليهودية!!

هناك... مهد المآسي ومنبع الآلام، هناك تجد غزاويا انقطع به السبيل وحالت لقمة العيش بينه وبين أهله وزوجته وطفله الذي فتي بعيداً عن كنف والده غزاوي الأصل وضفاوي الهوية! والمشتت والمرهون بحالات سياسية معقده!!

هناك... تبحث عن معنى الحرية، وتكتشف أن ذلك معنى لايدركه الكثيرون ولا يبحث عنه سوى من نالت منه تلك الأيدي المجبولة بالحقد والكره لكل ما هو عربي وينطق العربية.

هناك... في العالم الآخر... حيث تقف عصراً ومع غروب الشمس لتنظر شرقاً... غرباً... شمالاً... وجنوباً... تتزاحم الأفكار في رأسك... هذه الأرض عربية... ماؤها وهواؤها عربي...عبقها ونسيمها عربي... الشجر والحجر والتراب عربي...طائر الحسون عربي... كل ما فيها عربي... إلا انك فيها الدخيل والغريب!!


- هذه المقالة تتحدث عن معاناة العمال الفلسطينين داخل اسرائيل
* بالعربية:"هذا غير جيد". ليث عرار
* مقالة منشورة في العدد32 من مجلة فلسطين الشباب. اللد
13/6/2009م